الجمعة، 10 أبريل 2015

استراتيجيات التعليم والتعلم

تشهد الأيام الأولي، اتساعاً في الفجوة بين احتياجات الطلاب التعليمية-التربوية، وبين قدرات المعلمين المهنية، على مواكبة التغييرات الحضارية السريعة. حيث تزداد الحاجة إلى توظيف العديد من الوسائل والأساليب والاستراتيجيات التربوية الحديثة، للسعي نحو تطوير مهارات الطلاب على التفكير والبحث والنقد والاصغاء والانضباط، إلى الحد الأقصى الممكن. ومن أجل الوصول إلى المرحلة المرجوة؛ فعلى المعلم تطوير مهاراته في كافة المجالات التربوية، والاتجاهات المتعلقة بسبر أعماق الطلاب ومعرفة أرقى السبل للوصول إلى عقولهم وقلوبهم. لقد غدت المسيرة التعليمية، في عصرنا هذا، مشروعاً إنسانياً طويل الأمد، يحتاج إلى تحريك طاقات العلم والبحث والإبداع الداخلية للطالب، من أجل مدِّه بالدافعية والرغبة لتحقيق ذاته. ومع ذلك، فإن الاتجاه التربوي السائد في العديد من المؤسسات التربوية الحالية، ما زال يعتمد على طرق التلقين والتعليم التقليدية، التي تقلل من شأن الطالب، وتصنع منه متعلماً إتكالياً سلبياً، ينتظر دوره دوماً للمشاركة، وفي الوقت الذي يحدده المعلم، ووفقاً لما يراه. وقد يؤدي هذا، إلى كبت مواهبه، وإطفاء الشعلة الإبداعية لديه.

ان مصادر المعرفة والعلم المتوفرة للطلاب في هذه الأيام، متنوعة ووفيرة، ويمكن الوصول إليها بطرق سهلة وجذابة، دون الاعتماد على المعلم للحصول عليها. لذا لم يعد دور المعلم الهام، مقتصراً على توصيل المعلومات فقط؛ بل يتعدى ذلك بكثير. إذ أنه صار مسئولاً عن بناء شخصية الطالب الباحث والمفكر والناقد والمستقل؛ الذي يستطيع الوصول إلى المعلومات وتوسيع آفاقه ذاتياً.

الاستراتيجيات التعليميّة

بداية وقبل التعمق في طريقة استخدام الاستراتيجيات التعليمية، لا بد من التطرق إلى ماهية الاصطلاح. حيث يقصد بالاستراتيجية التعليمية هو، كل ما يتعلق بأسلوب توصيل المادة للطلاب من قبل المعلم لتحقيق هدف ما، وذلك يشمل كل الوسائل التي يتخذها المعلم لضبط الصف وإدارته؛ هذا وبالإضافة إلى الجو العام الذي يعيشه الطلبة والترتيبات الفيزيقية التي تساهم بعملية تقريب الطالب للأفكار والمفاهيم المبتغاة. تعمل الاستراتيجيات بالأساس على إثارة تفاعل ودافعية المتعلم لاستقبال المعلومات، وتؤدي إلى توجيهه نحو التغيير المطلوب. وقد تشتمل الوسائل، أو الطرائق أو الإجراءات التي يستخدمها المعلم، على طريقة الشرح التلقيني (المواجهة)، أو الطريقة الإستنتاجية أو الاستقرائية؛ أو شكل التجربة الحرة أو الموّجهة .. الخ، من الأشكال التقليدية أو الحديثة المقبولة.

هذا، وتشمل الاستراتيجيات التعليميّة، قدرات المعلم على توزيع الوقت بالشكل السليم لتوصيل المادة، والانتقال بين الفعاليات بشكل انسيابي، ومثير للتلاميذ. وبالإضافة إلى ذلك، فهي تشمل الإجراءات المتعلقة بكيفية توزيع أماكن الطلبة وشكل الجلوس. فمثلاً، لو أرادت المعلمة سرد قصة على طلابها، فبإمكانها عندئذ، فرش سجادة إذا تواجدت، وتعمل على اجلاس الطلاب عليها حتى يتمكنوا من مشاهدة القصة وصورها عن قرب. أمّا إذا كانت القصة، عبارة عن لوحات كبيرة، يتم عرضها عن طريق جهاز الرأس المسلط ، فبإمكان المعلمة أن تطلب من الطلاب البقاء بأماكنهم.

وجدير بالإشارة هنا، التنويه للخلط الذي يرتكبه المعلمين، ما بين الاستراتيجيات والوسائل التعليمية. إذ أن الوسيلة التعليمية (وسيلة الإيضاح)، هي الوسيلة، التي من خلالها، يبسط المعلم المفاهيم التعليمية، ومن خلال عرضها أمام الطلاب يجعل فهمها أسهل. كما وأنّ الوسيلة، هي أداة أو مادة يستعملها الطالب في عملية التعلم واكتساب الخبرات وإدراكها بسرعة، وتطوير ما يكتسب من معرفة بنجاح. ويستعملها المعلم لتتيح له جوا مناسباً للعمل بأنجح الأساليب، وأحدث الطرق للوصول بتلاميذه إلى الحقائق والتربية الأفضل بسرعة (أبو هلال، 1993). كما وأن الزيود (1993) يعرفها على أنها " كافة الوسائل التي يمكن الاستفادة منها في المساعدة على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة من عملية التعلم، سواء أكانت هذه الوسائل تكنولوجية كالأفلام، أو بسيطة كالسبورة والرسوم التوضيحية، أو بيئية كالآثار والمواقع الطبيعية" (الزيود، 1993، ص145). مثلاً: عند عرض قصة معينة، فإن المعلمة تحضر قصة فعلية ملوّنة، أو مجموعة من اللوحات الملوّنة التي تمثل تتابع أحداث القصة، وتعرضها أمام الطلاب.

وللوسائل التعليمية أشكال وأنواع عدة، ومنها الوسائل السمعية والبصرية (كالمسجل والراديو) ومنها البصرية (كالتلفاز والفيديو)، ومنها التكنولوجية، كالحاسوب واستخداماته المختلفة. ومنها الطبيعية الميدانية كالمجسمات والأشكال المختلفة الثابتة والمتحركة المعروضة بالمتاحف والمسارح والحدائق (أبو هلال، 1993؛ الزيود، 1993).

بينما الإستراتيجيات التعليمية، هي طريقة عرض الوسائل، والجو المرافق لها، وطريقة توزيع الطلاب، ما قبل أو ما بعد عرض الوسائل. مثلاً: توزيع الطلاب إلى مجموعات، لحل أسئلة مختلفة حول القصة، تعتبر إحدى الإستراتيجيات التي تنفذها المعلمة، لتوصيل مفاهيم القصة (Derry,1989). [1]

==انواع استراتجيات التعليم و التعلم==[2]

ترتكز عملية التعليم والتعلم بالكلية على مجموعة من الإستراتيجيات الحديثة مثل استراتيجية التعليم التفاعلي والتعليم الغير مباشر والتعليم الذاتي بالإضافة إلى تطوير الإستراتيجية التقليدية المبنية على التعليم المباشر.

استراتيجية التعليم التفاعلي

تعتمد استراتيجية التعليم التفاعلي على اسلوب التفاعل بين الطالب والمحاضر والمادة العلمية ويمكن تطبيق هذا المفهوم من خلال عدة وسائل منها التعليم التعاوني والتعليم الإلكتروني والعصف الذهني.

التعليم التعاوني

هي إستراتيجية يعمل فيها الطلاب على شكل مجموعات صغيرة في تفاعل إيجابي متبادل يشعر فيه كل فرد أنه مسئول عن تعلمه وتعلم الاخرين بغيه تحقيق أهداف مشتركة. وتتميز هذه الإستراتيجية بمميزات عديده مثل:

    زيادة معدلات التحصيل وتحسين قدرات التفكير عند الطلاب.
    نمو علاقات إيجابية بينهم مما يحسن إتجاهات الطلاب نحو عملية التعلم وزيادة ثقة الطلاب بأنفسهم.
    تنمية روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب.

التعليم الالكتروني

وسيلة تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات وتهدف إلى إيجاد بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات تجمع كل الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم حيث تعتمد على تطبيقات الحاسبات الإلكترونية وشبكات الإتصال والوسائط المتعددة في نقل المهارات والمعارف وتضم تطبيقات عبر الويب وغرف التدريس الإفتراضية حيث يتم تقديم محتوى دروس عبر الإنترنت والأشرطة السمعية والفيديو ويمكن الطالب من الوصول إلى مصادر التعليم في أي وقت وأي مكان.

العصف الذهني

هي طريقة حديثة لتطوير المحاضرة التقليدية فهي تشجع التفكير الإبداعي وتطلق الطاقات الكامنة عند المتعلمين في جو من الحرية و الأمان يسمح بظهور كل الأراء والأفكار حيث يكون المتعلم في قمة التفاعل في الموقف التعليمي ،حيث يقوم المحاضر بعرض المشكلة ويقوم الطلاب بعرض أفكارهم ومقترحاتهم المتعلقة بحل المشكلة وبعد ذلك يقوم المدرس بتجميع هذه المقترحات ومناقشتها مع الطلاب ثم تحديد الأنسب منها ويعتمد هذا الإسلوب على إطلاق حرية التفكير وإرجاء التقييم والتركيز على توليد أكبر قدر من الأفكار وجواز البناء على أفكار الأخرين.

استراتيجية التعلم الذاتي

تعتمد الكلمة إستراتيجية التعلم الذاتي الذي يعتمد على قيام الطلب بتحصيل المعارف والمهارات معتمداً على قدراته الذاتية في التحصيل من مصادر التعليم المختلفة مما يحقق تنمية شخصيتة والقدرة على مواصلة التعليم بنفسه مما يؤهله لمتابعة التقدم والتطور الذي يحدث في مجال تخصصه وتقوم الكلية بتطبيق هذا الإسلوب من خلال البحوث والمشاريع التطبيقية في أغلب مقررات البرامج التعليمية المختلفة.

استراتيجية التعلم التجريبي

تعتمد الكلية إستراتيجية التعلم التجريبي في أغلب المقررات في البرامج التعليمية المختلفة من خلال قيام الطلاب بعمل تجارب معملية لتطبيق المعارف المكتسبة في بعض المقررات الدراسية بما يؤدي إلى ترسيخ المفاهيم لدى الطلاب بالإضافة إلى عمل زيارات ميدانية في المصانع والشركات وأيضا التدريب الميداني الذي يتم خلال الفترة الصيفية في السنتين الأخيرتين من مرحلة البكالوريوس.

استراتيجية التعليم الغير مباشر

تعتمد الكلية إستراتيجية التعليم الغير مباشر من خلال قيام الطلاب بحل مجموعة من التمارين التطبيقية على المعارف التي تم تدريسها بالمقررات الدراسية ويقوم عضو هيئة التدريس أو عضو الهيئة المعاونة بمتابعة الطلاب وتقديم المساعدة لهم في حل تلك المشكلات ، مما يعزز قدرة الطلاب على حل المشكلات التي تواجههم في الحياة العملية.

عناصر المنهج

1-      الاهداف التربوية .
2-      المحتوى والخبرات التعليمية .
3-      طرائق التدريس واستراتيجياته واساليبه .
4-      التقويم .

وهذا العناصر متداخلة قي مابينها وكل واحد منها يؤثر ويتأثر بلاخر والشكل الأتي يوضح ذلك :

                            الاهداف التربوية

المحتوى والخبرات التعليمية                                                  التقويم




                                                 طرائق التدريس                 
          
وأن أي تغيير في احد أو بعض عناصر المنهج يستلزم احداث تغيرات في العناصر الاخرى كما ان تطوير المنهج يعني تطوير هذة العناصر :

اولاً /الاهداف التربوية :
يعرف الهدف بأنه : قصد يعبر عنه بجملة او عبارة مكتوبة تصف تغيرا ًفي سلوك المتعلم.
وقد يكون الهدف (مقيد المدى أنياً) يتحقق في درس واحد او قد يكون الهدف (واسع او بعيد المدى ) بحيث يشتمل الانشاط المدرسي خلال عام دراسي بأكمله بل يمكن ان يشمل جميع سنوات المرحلة الدراسية .
والهدف التربوي : التغيير المراد استحداثة في سلوك المتعلم والمحصلة للعملية التربوية .

اهمية الاهداف التربوية :
1-      تساعد في رسم الخطط التعليمية .
2-      تسهل اختيار محتوى المنهج .
3-      تساعد في اختيار طرائق التدريس المناسبة
4-      تساعد في اختيار وسائل التقويم المناسبة

مصادر اشتقاق الاهداف التربويه:
1-      فلسفه المجتمع وتراثه الثقافي.
2-      حاجات المتعلم.
3-      طبيعه الماده الدراسيه.
4-      ظروف البيئه التي يوجد فيها المتعلم.
5-      التطور التكنلوجي والعلمي.

مستويات الاهداف التربويه:
1-الاهداف العامه: وهي اهداف واسعه وشامله ويصعب قياسها وتحتاج الى فتره طويله حتى تتحقق وقد تتحقق في سنه دراسيه اوحتى في مرحله دراسيه بكاملها مثل المرحله الثانويه ومثالها:
أ- مساعده الطلبه في اكتساب الحقائق والمفاهيم العلميه بصوره وضيفيه.
ب- مساعده الطلبه على ممارسه التفكير العلمي.
جـ - ترسيخ الايمان بالله والتمسك بالقيم الروحيه.
د- تعزيز وعي الطلبه بأهميه الاسره ودورها في المجتمع.
هـ -تنميه شخصيه الطلبه بالنواحي العقليه والنفسيه والمهاريه.

1-      الاهداف الخاصه: وهي اهداف اكثر تخصيصا من الاهداف العامه وتتحدد من خلال مفردات المحتوى الدراسي المقرر للماده الدراسيه ويمكن التأكد من تحققها في نهايه العام الدراسي اما الفصل الدراسي ومن امثلتها:
أ‌-     ان يدرك الطالب ان اللغه تعبير عن المعاني والافكار.
ب‌-وان الالفاظ لاقيمه لها الا اذا تحقق هذا الغرض ,وان تنمو قدرته على القراءه وسرعته فيها وفهمه للمقروء.
جـ - ان تزداد قدره الطالب على فهم النصوص القرأنيه وادراك نواحي الاعجاز فيها.
د - ان تزداد مهارات الطالب في اداب التلاوه للقرأن الكريم.
هـ- ان تزداد قدره الطالب في تذوق نصوص الاحاديث النبويه وتحليلها.

3-الاهداف السلوكيه (الاغراض السلوكيه)
 وهي اهداف محدده بموضوع معين ضمن ماده دراسيه معينه كالتربيه الاسلاميه وهي تصف السلوك الذي يستطيع الطالب القيام به وصفا دقيقا بعد مروره بخبره تعليميه.
معينه ويكون السلوك قابلا للملاحظه والقياس ومن امثالها :
*ان يحدد الطالب حروف القلقله.
*ان يشرح الطالب الايه الكريمه"اهدنا الصراط المستقيم"
*ان يتلو الطالب سوره الزلزله.
*ان يعرف الطالب حلف الفضول.
*ان يقارن الطالب بين السور المكيه والمدنيه.

شروط الهدف السلوكي:
1-      ان يعبر عن السلوك النهائي للمتعلم وليس المعلم.
2-      ان يحتوي على فعل مضارع قابل للملاحظة وقياس .
3-      ان يعبر عن سلوك واحد فقط وليس اكثر .
 مثال خاطيء : ان يحدد الطالب همزة القطع وهمزة الوصل في النص .......
مثال صحيح: ان يحدد الطالب همزه القطع في النص .........
4-      ان يصاغ بشكل عباره محدده وليس بصيغه سؤال
مثال خاطىء :كيف يحفظ الطالب سوره التكافل؟
المثال الصحيح: ان يحفظ الطالب سوره التكافل.
5-يتصف بأمكانيه تحقيق في فتره زمنيه محدده ويمكن ملاحظته وقياسه.
صياغه الهدف السلوكي:وتتألف صياغته من المعادله.
] ان+فعل مضارع+المتعلم+المحتوى السلوك المطلوب[

مثال:ان يعدد الطالب ثلاث مناقب لامير المؤمنين عليه السلام.

نماذج الاهداف السلوكيه:
1-      ان يقارن الطالب بين الاحاديث الصحيحه والمعتبره.
2-      ان يقارن الطالب بين الوقوف الجائز والوقوف الجازم.
3-      ان يقارن الطالب بين السجود الواجب والمستحب.

 تصنيف الاهداف السلوكيه:
1-      المجال المعرفي:
2-      المجال الوجداني:
3-      المجال المهاري:

اولا :المجال المعرفي: ويتضمن اهدافا تخص المعرفه بمستوياتها المختلفه واشهر تصنيف للمجال المعرفي هو(تصنيف بلوم) اذ صنفها الى ست مجالات مرتبه تصاعديا من السهل الى الصعب وهي:
1-      مستوى التذكر:ويتضمن تذكر المعلومات التي سبق للطالب ان تعلمها وهي تقيس مدى حفضه للماده الدراسيه ومن الافعال التي تقيس هذا المستوى(يعدد,يعرف,يحدد)
مثال:  -  ان يعرف الطالب الميراث.
-         ان يعدد الطالب اركان الصلاه.
2- مستوى الفهم (الاستيعاب ) : ويقيس هذا المستوى فهم الطالب واستيعبة للمادة الدراسية ومن الافعل التي تقيس هذا المستوى (يوضح, يشرح ,يصف ,يعلل ,يفسر)
مثال :   - ان يشرح الطالب ايه المباهله.
           -ان يعلل الطالب هجره النبي(ص) الى المدينه.
3- مستوى التطبيق: ويقيس قدره الطالب على تطبيق المعلومه التي سبق ان تعلمها في مواقف جديده مثل تلاوته ايات في ضوء احكام التلاوه او حل مسأله في الميراث ومن الافعال التي تقيس هذا المستوى (يعطي مثالا,يحل,يصنف)
مثال:    -ان يعطي الطالب مثالا لايه من ايات الاحكام.
           -ان يذكر الطالب تطبيقا لقاعده(لاضرر ولا اضرار).
4-مستوى التحليل: ويقيس قدره الطالب في تحليل الماده العلميه الى مكوناتها واجزائها وتوضيح العلاقات بينها ومن الافعال التي تقيسه(يقارن,يميز,يحلل,يفرق).
مثال:  -ان يقارن الطالب بين الاذان والاقامه.
5-مستوى التركيب: ويقيس قدره الطالب على دمج وتركيب الماده العلميه لتكوين كل جديد ومن الافعال التي تقيسه(يركب,يقترح,يربط)
مثال:   -ان يقترح عنوانا لنص الحديث النبوي(كلكم راع............)
6-مستوى التقويم: ويقيس قدره الطالب على اصدار حكم او رأي معين اتجاه موضوع ما ون الافعال التي تقيسه(يصدر حكما,يعطي رأيا,ينقد)
مثال:  -ان ينقد الطالب ضاهره غلاء المهور.
ثانيا:المجال الوجداني: ويعتني بالاهداف المرتبطه بالمشاعر والقيم والاتجاهات والميول ومن امثله الاهداف التي تقيس هذا المجال:
-         ان يعظم الطالب الاعجاز القرأني.
-         ان يقدر الطالب عظمه الخالق في خلقه للانسان.
-         ان يتابع الطالب المحاظرات الدينيه.
-         ان يعبر الطالب عن ميوله للمواضيع الدينيه.

ثالثا:المجال المهاري:ويهتم هذا المجال بالاهداف التي تقيس مهارات الطالب اليدويه والاجتماعيه والاكاديميه(التخصصيه) ومن امثله اهداف هذا المجال
-         ان يكتب الطالب نص الايه"الله نور السموات والارض..........."
-         ان يتعاون الطالب مع زملائه في كتابه التقرير...........
-         ان يستخدم الطالب المصادر العلميه.
-         ان يتوضأ الطالب وضوءأ صحيحا.
-         ان يتلو الطالب الايات تلاوه صحيحه.
ثانيا: المحتوى والخبرات التعليميه:
المحتوى: هوه المعرفه والمهارات والاتجاهات والقيم التي تكتسب وتنمى لدى المتعلم ويشمل كافه الخبرات المعرفيه والوجدانيه والمهاريه التي تقدم بطريقه ما لتحقيق الاهداف التربويه.
الخبره التعليميه: هي تفاعل الضروف الخارجيه التي يكون فيها المتعلم والتي تجعل تلك السلوك سلوكا فعالا ونشطا بحيث يحدث خلاله التعلم.
قواع اختيار المحتوى:
1-      ان يرتبط بالاهداف.
2-      ان يكون حديثا ومتطورا.
3-      ان يرتبط بواقع الطالب وبيئته.
4-      ان يراعي التوازن بين المجالات المعرفيه المختلفه.
ان يراعي الفروق الفرديه بين المتعلمين.

اسس بناء المناهج

1 - الأساس الديني
2- الأساس الاجتماعي
3 - الأساس النفسي
4 - الأساس المعرفي
الأساس الديني

أن هدف تعليم التربية الإسلامية في الإسلام هو » إعداد الإنسان الصالح والجماعة الصالحة إعداداً شاملاً متكاملاً في جميع جوانب النمو وجميع جوانب الحياة بالصورة التي تؤهل الإنسان للقيام بمهمته الأساسية والمقصودة من خلقه وهي تحقيق العبودية لله عز وجل حيث يقول الله تعالى  وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون  .
ولكي يكون الإنسان قادراً على القيام بهذا الدور فلابد أن تتحقق فيه مجموعة كبيرة من الأهداف من أهمها ما يلي :-
1- إدراك مفهوم ( الدين ) ومفهوم ( العبادة ) والعمل بمقتضاهما
2- ترسيخ عقيدة الإيمان بالله
3- تحقيق الإيمان والفهم لحقيقة الألوهية
4- إدراك حقيقة الكون غيبه وشهوده
5- فهم حقيقة الدنيا والآخرة
6- تحقيق وسطية الأمة وشهادتها على الناس
7- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
8- استعادة تميز الأمة
9- العمل على تحقيق وحدة الأمة
10- إعانة الطالب على تحقيق ذاته
11- إعداد الإنسان للجهاد في سبيل الله
12- إدراك أهمية العلم وقيمته في أعمار الحياة
13- تأكيد المفهوم الصحيح للعمل
14- إدراك مفهوم التغير الاجتماعي
15- إدراك مصادر المعرفة والعلاقات بينهما
16- إدراك مفهوم الثقافة والحضارة
17- إدراك الفرق بين الغزو الثقافي والتفاعل الثقافي
18- إدراك أهمية التفكير العلمي وفهم مناهجه ، والتدريب على أساليبه
19- بناء الشخصية القوية الكادحة لا الشخصية المترفة
20- فهم الطلاب لطبيعة المجتمع وإدراكهم للمسئولية الاجتماعية
21- فهم أساسيات النظام السياسي والنظام الاقتصادي
22- إدراك أهمية نظام الأسرة

إن إعداد هذا الإنسان وتحقيق هذه الأهداف وغيرها لا يمكن أن يتم إلا بوجود منهج دراسي خاص متشبع بروح الإسلام ، يبعث على اليقين والإيمان ، وبوجود نظام تعليمي إسلامي في الروح والوضع والترتيب ليكون هذا الجيل إسلامياً في كل شئونه وتصرفاته .
إن هذه المهمة ليست خاصة فقط بمناهج التربية الإسلامية ، ولكن يجب أن تساهم بقية المناهج والعلوم الأخرى في تحقيق هذا الإعداد وتحقيق هذه الأهداف لذلك يجب أن تبنى وتؤسس على أساس ديني قوى وبما يساعد هذا الإنسان على أن يساهم في عمارة الأرض وفق منهج الله عز وجل ، فالعلم في الإسلام هو ذلك الذي يؤدي إلى معرفة الله سبحانه وتعالى حق المعرفة .
فمعظم مناهج الأرض تهتم بدراسة العلوم والرياضيات وكذلك منهج التربية الإسلامية ولكن لتزويد الإنسان المسلم بالمعلومات والمهارات والتجارب التي تمكنه من عمارة الأرض وترقيتها وفق منهج الله والقيام بحق الاستخلاف فيها أينما وجد حيثما وجد .
ومعظم مناهج الأرض تهتم بدراسة التاريخ والجغرافيا بهدف تربية العزة القومية والنصرة الوطنية وتخليد المثل والنماذج التاريخية لتقوية الأتجاهات العنصرية ولكن منهج التربية الإسلامية يؤكد على عالمية الدعوة الإسلامية وإنسانيتها فمنهج التربية الإسلامية يسعى إلى إعداد الإنسان الصالح أياً كان موطنه ، الإنسان القادر على القيام بحق الخلافة ، وحق الخلافة لدى الإنسان هو المساهمة بإيجابية وفاعلية في عمارة الأرض وفق منهج الله ، كما أن من أهداف الدراسة في العلوم الاجتماعية عموماً هو تربية الاتجاه إلى التفكير في الأنفس وفي الآفاق ، وتدبير العبرة من الحوادث التي تقع في الأرض وربط كل ذلك بإدارة الصانع الحكيم .
إذاً فالعلوم الأخرى لابد وأن تُوضع وتُنظّم وتُدْرَس وفق مبادئ الدين الإسلامي بحيث تؤدي إلى ربط الإنسان بخالقه وتبين له دوره في هذه الحياة وكيف يجب أن يستخدمها الاستخدام الصحيح .
لمزيد من الإيضاح :
راجع أسس التربية الإسلامية في كتاب أصول التربية الإسلامية لعبد الرحمن النحلاوي .








الأساس الاجتماعي

مفهوم المجتمع : مجموعة أفراد تحكمهم عادات وتقاليد وقيم خاصة بهم ، وصور من الحياة العامة ممثلة في نوع الولاء والعواطف و تربطهم مع بعضهم روابط روحية ولغوية ومادية وتجمعهم أهداف مشتركة يسعون بشكل متضامن لتحقيقها . وتختلف الجماعات عن بعضها باختلاف المكان الذي يعيشون فيه والبيئات المحيطة بهم وبالقيم والمفاهيم والعقائد التي يؤمنون بها .
ويقصد بالأسس الاجتماعية هنا : مجموعة العوامل والقوى الاجتماعية التي تؤثر على تخطيط المنهج وتنفيذه ، وتتمثل في ثقافة المجتمع وتراثه وواقع المجتمع ونظامه ومبادئه ومشكلاته التي تواجهه وحاجاته وأهدافه التي يرمى إلى تحقيقها . وهذا يعني أن المنهج يجب أن يكون وثيق الصلة ببيئة التلاميذ ، وأن يتيح أمام التلاميذ الممارسة المنظمة في فلسفة المجتمع وأن يعكس الفلسفة الاجتماعية ويحولها إلى سلوك يمارسه التلاميذ بما يتفق ومتطلبات الحياة في المجتمع بجوانبها وأبعادها المختلفة ؛ فإذا كانت المدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع من أجل استمراره وإعداد أبنائه للقيام بدورهم فيه ، فمن الطبيعي أن تتأثر المدرسة بالظروف المحيطة به .
ومعنى ذلك كله أن القوى والعوامل الاجتماعية التي يعكسها منهج ما في مدرسة ما تعبر وتعكس نظام المجتمع وثقافته في مرحلة ما . ولذلك فإن المنهج لابد أن يختلف من حيث الشكل والمنطق من مجتمع لآخر تبعاً لاختلاف القوى الاجتماعية المؤثرة على المنهج .

الوظائف الاجتماعية للمنهج :

المنهج هو الوسيلة الأولى التي عن طريقها يحقق المجتمع كثيراً من آماله وتطلعاته وأحلامه ، وبقدر ما يأخذ هذا المنهج من عناية واهتمام يكون تأثيره في تحقيق غايات المجتمع وأهدافه التربوية فالمنهج له أدوراه ووظائفه الاجتماعية التي يقوم بها . وينبغي أن يُبْنى على أساس من الإدراك الصحيح ، والفهم السليم لالتزامات المنهج ومسؤولياته نحو الجماعات ونحو الأفراد الذين يكونونها .

ويمكن تحديد الوظائف الاجتماعية للمنهج فيما يلي :-
1 ) ينقل التراث الثقافي ويقره ويشرحه لكل جيل قادم من التلاميذ وهذا لا يساعد نقل القيم الاجتماعية والتحقق منها فقط ، إنما يقوم بدور المحافظة على التراث الثقافي ويعين بالتالي على تحقيق التماسك الاجتماعي .
2 ) أنه يقوم بوظيفة النقد والتقويم والتحليل لهذا التراث ،حيث إن عناصر التراث تتعرض للتغير بين فترة وأخرى مما يؤدي إلى أن يفقد بعض صلاحية الاستمرار بأمر مرغوب في المجتمع ، وهذا يجعل مهمة المنهج فحص هذا التراث وتقويم عناصره في ضوء الظروف الحاضرة والمستقبل المحتمل حيث أن بعض ما أفاد الأجيال السابقة قد لا يفيد الأجيال الحاضرة ، لذا كان من المهمات الأساسية للمنهج النقد والتمحيص والتحليل للتراث ليقدم للتلاميذ ما يفيدهم ويتمشى مع ميولهم واستعداداتهم وحاجاتهم في الحياة الحديثة
3 ) أنه يقوم بوظيفة تنمية القدرة على الابتكار والإبداع لأن الأدوات التي كانت تستعمل لحل المشكلات في الأمس قد لا تصلح لحل مشاكل اليوم ، وإنما يتطلب حل المشكلات الحديثة القدرة على الابتكار وإيجاد الحلول الجديدة ليتمكن الإنسان من أن يسير إلى الأمام .
لذا على المنهج أن يقدم فرصاً لتنمية هذه القدرات لدى التلاميذ بمساعدة كل فرد في التعرف على ما لديه من قدرات .
4 ) إعداد الأفراد لمجتمع الحاضر والمستقبل بأماله وتطلعاته وأنه ممثل لاتجاهات المجتمع وهيئاته كما يعبر عن قيم المجتمع ومبادئه ومثله وتراثه من ثقافة وعادات وتقاليد .
عناصر الثقافة والمنهج :

الثقافة لغة تعني الخدمة والفطنة والنشاط ، وثقف الرمح تثقيفاً أي ساواه وعدّله أما إصطلاحاً » مجموعة الأفكار والقيم والتقاليد والعادات ، والنظم والمهارات وطرق التفكير وأسلوب الحياة ووسائل الاتصال والانتقال وكل ما توارثه الإنسان وإضافة إلى تراثه نتيجة عيشه في مجتمع معين « .

وتنقسم الثقافة إلى ثلاثة عناصر هي :
1 ) عموميات وهو ما يشترك فيه معظم أفراد المجتمع كاللغة والعادات والتقالـيد السائده وطريقة المأكل والملبس وأساليب التحية وكافة الأنواع الأساسية للعلاقات الاجتماعية .
ويجب أن يركز المنهج على العناصر الأساسية منها كالمعايير السلوكية والقيم وغيرها
2 ) خصوصيات : ويقصد بها الأنماط السلوكية أو العادات والتقاليد المتعلقة بقطاع خاص أو بجماعة معينة في المجتمع كالأطباء والمهندسين والمعلمين …… الخ « .
ورغم أن الخصوصيات تقتصر على جماعة معينة أو قطاع خاص فإن نفعها بلا شك يعم أفراد المجتمع . ويجب تضمين المنهج مما يساعد على مقابلة حاجات التلاميذ للتوجه نحو التخصص وما يناسبهم من الحرف والمهن .
3 ) الأبدال ( المتغيرات ) : ويقصد بها الأنماط الثقافية التي لا تنتمي إلى العموميات ولا إلى الخصوصيات ولا يشترك فيها إلا عدد قليل نسبياً من أفراد المجتمع، ولا تتفق مع ما يقوم به عامة الناس ، والأبدال تكون نتيجة اختراع أو احتكاك مع ثقافة أخرى حيث تظل تطفو على سطح الثقافة المحلية مارة بفترة تجربة وصراع بين القبول والرفض فإذا كُتب لها الانتشار اندمجت في الخصوصيات أو العموميات وإذا لم يكتب لها ذلك فقد تبقى على حالها أو تختفي لتقوم مقامها أبدال أخرى وهكذا . وهذه تحتاج إلى دراسة وتمحيص وانتظار حتى تأخذ وضعها المناسب .
خصائص الثقافة

خصائص الثقافة :
1 ) إنسانية حيث أنها تختص بالإنسان فقط .
2 ) مكتسبة حيث يكتسبها الإنسان ممن يعيشون حوله بشكل مباشر وغير مباشر .
3 ) تطورية أي أنها لا تبقى على حال واحدة بل تطور وتتغير نتيجة لحاجة الإنسان .
4 ) تكاملية أي أنها تشبع الكثير من حاجات الإنسان .
5 ) استمرارية فلا تموت بموت الإنسان وإنما تستمر باستمرار المجتمع .
6 ) انتقالية قابلة للانتقال من جيل الكبار إلى جيل الصغار ومن شعب إلى شعب .

التغير الاجتماعي والمنهج :
التغير سمة من سمات المجتمعات الإنسانية ولا يمكن لأي مجتمع أن يبقى على حال واحدة في الكثير من الجوانب والنواحي ، وقد يكون التغير إلى الأفضل وقد يكون إلى الأسوأ .
إن أي تغير في المجتمع لابد وأن ينعكس على العملية التربوية بكاملها وبالتالي على المنهج الذي ينبغي أن يستجيب لهذا التغير وأن يمد المجتمع بالقيادة التي سوف تعمل من أجل تقدم حقيقي ، لذا فإنه من الضروري أن تكون المناهج مرنة تقبل التعديل ، بحيث أن أي تغير جوهري يحدث في المجتمع فلابد من إعادة النظر في المناهج المدرسية وتغييرها بحيث تعمل على مواكبة هذا التغير ولتظل في قيامها بوظيفتها كأداة سليمة في تربية أبناء المجتمع .

دور المنهاج الدراسي في المجتمع الإسلامي :
1 ) ترسيخ العقيدة الإسلامية وتجلية حقيقة الدين بأنه نظام متكاملاً متناسقاً في جميع جوانبه .
2 ) العمل على تحكيم وتطبيق شرع الله ، والالتزام بالمثل العليا للإسلام .
3 ) نشر الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
4 ) بيان فضل العلم وأهميته وتقدير العلماء وما قدموه ويقدموه لمجتمعهم .
5 ) العمل على تكوين الأسرة المسلمة التي هي النواة الأساسية للمجتمع .
6 ) العمل على غرس القيم والأخلاق والعادات والتقاليد الحسنة واستمرارها .
7 ) العمل على تحقيق التعاون والتكافل الاجتماعي .
8 ) ترسيخ قيم العمل والإنتاج والمساهمة في تطوير ورقي المجتمع .
9 ) العمل على الإسهام في حل المشكلات التي يواجهها المجتمع .
10 ) إيجاد الترابط والتماسك بين أبناء المجتمع ليشكل ذلك تضامناً وترابطاً إسلامياً .
11 ) استثمار المصادر والثروات الموجودة لتطوير وتقدم المجتمع .

لمزيد من الإيضاح راجع :
1 ) المناهج الدراسية .
د . حسن أحمد شحاته .

2 ) أساسيات المنهج الدراسي ومهماته .
د . محمود محمد شوق .

3 ) الاتجاهات المعاصرة في بناء المناهج .
د . إبراهيم فلاته / د . سمير فلميان



الأسـاس النفسـي :

التربية عملية تهدف إلى إيصال المتعلم إلى درجة الكمال التي هيأه الله لها ، فالإنسان بذلك هو محور العملية التربوية ، فالعملية التربوية بكل ما تشتمل عليه من أصول تربوية، ونظريات ، ومناهج وممارسات ومربين كلها تعمل وتتفاعل من أجل تهيئة الجو المناسب للمتعلم كي ينمو النمو الشامل المتكامل في جميع الجوانب لذا فإن على مخططي المناهج وواضعيها ومنفذيها أن يكونوا على علم وإلمام تام ومعرفة شاملة بكل ما يتعلق بالمتعلم من حيث طبيعته وتكوينه ومراحل نموه ووظيفته في الحياة الدنيا وبخصائص المتعلمين ومستويات نضجهم واستعداداتهم وميولهم ورغباتهم وجوانب نموهم المختلفة والفروق الفردية بينهم والعوامل التي تؤثر في نموهم وتعلمهم وإدراكهم للأشياء ، ولشدة الاهتمام بهذا المتعلم ، ظهر نوع من العلم يهتم كثيراً بهذا الإنسان وتفرع إلى فروع بحسب جوانب نمو المتعلم وأصبح من الضروري على المهتمين بأمر العملية التربوية أن يكونوا على علم ودراية ومعرفة بهذا الإنسان ليعلموا على نهية الظروف المناسبه لتعليمه وتربيته التربية السليمة .

وظيفة المنهج الدراسي تجاه المتعلم
أن وظيفة المنهج الدراسي تجاه الإنسان على وجه العموم ذات ثلاث شعب هي :
1 ) تنمية جميع الخصائص الجسمية والنفسية والروحية والعقلية والأخلاقية والثقافية...الخ
2 ) وقاية هذه الخصائص ووظائفها من جميع ما يؤثر عليها تأثيراً ضاراً والعمل على علاج ما يتعرض منها لتأثير سلبي .
3 ) استثمار جميع هذه الخصائص إلى أقصى حد ممكن في مساعدة المتعلم على قيادة حياته وفق منهج الله عز وجل .

إن هذا المتعلم يمر بمرحل نمو مختلفة وكل مرحلة تختلف عن المرحلة التي تسبقها ولكل مرحلة أيضاً الكثير من المطالب لكل جانب من جوانب النمو يجب أن تُلَبَّي وتشبع كي ينمو هذا المتعلم نمواً شاملاً متكاملاً متوازناً وسنتعرف بشيء بسيط على بعض هذه الأمور

النمو :
» مجموعة من التغيرات التي تحدث في جوانب شخصية الإنسان الجسمية والعقلية والاجتماعية والروحية والانفعالية والثقافية والنفسية ، وتظهر من خلالها إمكانيات الإنسان واستعداداته التي تكون شخصيته فيما بعد « .

خصائص النمو والمنهج :

1- النمو عملية شاملة ومتكاملة ، فالطفل ينمو في جميع الجوانب وكل جانب يؤثر ويتأثر بالأخر ، والمنهج المقدم للمتعلم يجب أن يراعي خاصية الشمول وخاصية التكامل وذلك عن طريق ما يقدمه من الخبرات بجميع جوانبها .
2- النمو عملية مستمر ومتدرجة : فنمو الإنسان مستمر باستمراره في الحياة كما أن النمو متدرج بحيث يبدأ من الأدنى فالأعلى أو من الأضعف إلى الأقوى ، ومن هذا المنطلق فإن المنهج يجب أن يعمل على استمرارية ما يقدمه من خبرات أو أن الخبرة السابقة تؤدي إلى المرور بخبرات جديدة ، وإشباع الميول يؤدي إلى تنمية ميول جديدة .
أما بالنسبة للتدرج فإن على المنهج مراعاة ذلك عند إتاحة الفرصة للتلاميذ للقيام بالأنشطة المختلفة أو تقديم المعلومات للتلاميذ أو الخبرات بشكل عام فيراعى التدرج من السهل إلى الصعب ومن البسط إلى المركب ومن المعلوم إلى المجهول .
3- النمو يؤدي إلى النضج والنضج يؤدي إلى التعلم : فمما لا شك فيه أن الإنسان لا يصل إلى النضج إلاَّمِنْ خلال النمو الكامل ، فالطفل لا يستطيع أن يقف على قدميه ويمشي إلا بعد استكمال نمو بعض العضلات والأعصاب وبعض خلايا المخ المسئولة عن حفظ التوازن .
وعلى هذا الأساس فإن تعلم التلميذ بشيء ما أو لأمر ما لا يتم بالصورة السليمة والفعالة إلا بعد وصول التلميذ إلى درجة من النضج تسمح له بالتعلم في المجال المقصود ، أي أن الخبرات بجوانبها لا تقدم للتلميذ إلا عندما تكون لديه القدرة على استيعابها والتعامل معها .
4- النمو عملية فردية تختلف من تلميذ لأخر وهذا ما يعرف بمبدأ الفروق الفردية وهي موجودة بين جميع البشر ، لذلك لابد أن يراعي المنهج هذا الاختلاف ليتمكن كل تلميذ من التعامل مع المنهج وما يقدمه بما يتناسب وما لديه من قدرات واستعدادات وإمكانيات .

المنهج ومراحل النمو :
يمر الفرد بمراحل نمو مختلفة ومتتابعة مثل مرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة المراهقة ... ولكل مرحلة من هذه المراحل مطالب معينة وخصائص تميزها عن غيرها من بقية المراحل وتحتاج إلى نوع خاص من المناهج أو التعامل في التربية والتعليم . لذا فمن الضروري جداً أن يراعي المنهج مطالب وخصائص النمو لكل مرحلة من هذه المراحل بكل دقة واهتمام وذلك لسببين .
1- ليتمكن المنهج من مساعدة التلميذ على النمو الشامل المتكامل المتوازن بأفضل طريقة .
2- إتاحة الفرصة للتلاميذ للقيام بعمليات التعلم المختلفة بطريقة فعالة تؤدي إلى تعديل السلوك إلى الأفضل والأحسن .

المنهج وحاجات التلاميذ ومشكلاتهم :
أن للحاجات أهمية كبرى في توجيه سلوك الإنسان ، وأن عدم إشباعها ربما يؤدي إلى انحراف سلوكي أو اضطراب نفسي ، كما أن عدم إشباع الحاجات يؤدي بالتالي إلى مشكلات يواجهها الفرد .
إن إشباع هذه الحاجات وحل المشكلات يجعل التلاميذ يقبلون على الدراسة كما تثير فيهم الميل إلى التعلم وحيث أن إشباع هذه الحاجات وحل تلك المشكلات يتصل بالتكيف مع المجتمع فعلى التربويين أن يفكروا في إعداد الأفراد للمستقبل وليس للحاضر فقط بما يقدمونه من مناهج .
ولإشباع حاجات الأفراد وحل مشكلاتهم يجب على المنهج مراعاة ما يلي :
1- يتضمن المنهج نشاطات ومجالات متنوعة تتناسب وحاجات التلاميذ .
2- تنمية قدرة التلاميذ على التكيف مع المجتمع لتلافي ظهور بعض المشكلات .
3- تنمية قدرات حل المشكلات ومهارات التفكير العلمي.
4- توجيه التلاميذ اجتماعياً نحو التغيير والتطوير والذي يقلل بدوره من مشكلاتهم الناتجة عن عدم القدرة على التكيف .

المنهج وعادات التلاميذ واتجاهاتهم وميولهم .
تعد ميول التلاميذ واتجاهاتهم دليلاً على أنواع الحاجات التي يسعون إلى إشباعها وهذه الميول والاتجاهات تتغير كلما تقدم الفرد في النمو والنضج .
كما أن هناك ميول واتجاهات صالحة تتفق مع صالح المجتمع، وميول واتجاهات غير صالحة لا تتفق مع صالح المجتمع فلابد العمل على تنمية الصالح منها وتكوين الاتجاهات والميول التي تتفق وقدرات الفرد واستعداداته ولابد أن يراعي المنهج مايلي :
1- تنمية وغرس ميول واتجاهات صالحة للفرد والمجتمع مثل الميل نحو العمل الجماعي ، الإطلاع ، البحث ، الابتكار .
2- التصدي للعادات والاتجاهات غير الصالحة مثل الإهمال / الفوضى / الأنانية / الكذب .
3- توجيه التلاميذ مهنياً بما يتفق وميولهم واتجاهاتهم ومتطلبات قطاعات العمل والإنتاج في المجتمع .
4- تنمية اتجاهات جديدة ، والتي تلزم التطور العلمي والتكنولوجي .




الأساس المعرفي
مما لا شك فيه أن الإسلام حث على طلب العلم وضرورة التعلم ، فكان أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى :  أقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، أقرأ وربك الاكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم  ، كما دنت الكثير من الآيات على بيان فضل العلم وأهميته وكذلك جاءت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومن الخصائص التي ميزت الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات أن وهبه الله القدرة على اكتساب العلم والمعرفة ، وقد منحه الله عز وجل الوسائل التي تساعده على التعلم والطاقات التي تعينه عليها ، فأخذ الإنسان يعايش ويتفاعل ويلاحظ ويدون كل ما وصل إليه ، فالإنسان يتعلم في كل موقف ويتعرف على خصائص الأشياء وكنه بعض الأمور ، ويوماً بعد يوم ، وجيلاً بعد جيل ازدادت حصيلة الإنسان في هذا الجانب فركز عليه الجهد فسجله وصنفه ونظمه وقسمه إلى مجالات متعددة ذات تخصصات معينة في شتى العلوم والمعارف، وتكونت بذلك الكثير من المعارف والعلوم فأصبح الناس يعيشون من هذا الجانب فيما يعرف بعصر الانفجار المعرفي الأمر الذي جعلهم في حيرة من أمرهم ماذا يأخذون وماذا يتركون وماذا يعلمون أبناءهم وغير ذلك من الكثير من المشكلات حول هذا الجانب المعرفي .
تعرف المعرفة بأنها » مجموعة المعاني والمعتقدات والأحكام والحقائق والمفاهيم والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به والتعامل معها والتأثر بها والتأثير فيها « .
وتعد المعرفة من أوضح وأظهر جوانب الخبرة التي نريد أن نكسبها للإنسان بل وتشكل جزءاً كبيراً من هذا الجانب لأن الطالب يتعامل مع أنواع كثيرة من المعارف في شتى العلوم والفنون .
والنظرة الإسلامية للعلم والمعرفة تنبثق من الإيمان بالله تعالى ، الذي خلق الإنسان واودع لديه القدرة على التعلم والحصول على المعرفة واسترجاعها وتذكرها ويستخدمها في الحياة بما يقوده إلى معرفة الله عز وجل ، وتلك نعمة عظمى على الإنسان كي يفكر ويتذكر ويتدبر ويزداد إيماناً ويقيناً بالله تعالى ، والإسلام ينظر إلى المعرفة أنها متكاملة شاملة لجميع أبعاد النفس الإنسانية والمجتمع البشري والكون والحياة ، فالمعرفة في الإسلام وحدة مترابطة متكاملة تقود إلى معرفة الله عز وجل والانقياد له .
ولقد اهتمت التربية الإسلامية بمختلف فروع التخصص التي يحتاجها المجتمع المسلم وضرورة توافر القوى البشرية في كل ميدان ، يقول تعالى:  وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا تفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذ رجعوا إليهم لعلهم يحذرون التوبة .
- ويسعى الهدف التثقيفي في التربية الإسلامية إلى ما يلي :
1- تنمية معارف الإنسان ومهاراته واتجاهاته ، ويعد ذلك استجابة لدعوة الإسلام وحثه للإنسان على التفكر والتأهل والتدبر في خلق الله وإبداعه .
2- تكوين عقلية علمية مؤمنة تبحث عن الحكمة في مبادئ وأسس الدين ، وعن التصرفات والسلوكيات الحكيمة في العلاقات الاجتماعية في الإسلام .
3- تدريب العقل على حل المشكلات الفردية والاجتماعية وتنمية الميول الإيجابية نحو طلب العلم والتعليم المستمر .
كما أن التربية الإسلامية لا تنظر إلى المعرفة في جميع حقولها كغاية في حد ذاتها وإنما تستخدمها كوسيلة لمعرفة الله عز وجل وتقواه ، فالتقوى غاية العلم وثمرته الطيبة وهي بدورها ترفع إلى العلم وتقود إليه ، يقول ابن القيم رحمه الله ( إن أهم العلوم والمعارف وأشرفها وأفضلها معرفة الله عز وجل ، وكل العلوم والمعارف تبع لهذه المعرفة مرادة لأجلها ، وتفاوت العلوم في فضلها بحسن أفضائها إلى هذه المعرفة ، فكل علم كان أقرب إفضاء إلى العلم بالله وأسمائه وصفاته فهو أعلى مما دونه ) .
وأمام هذا الأنواع من العلوم والمعارف المختلفة والمتنوعة ، وأمام هذا الكم الهائل من المعرفة فإن تنظيمها في المنهج لا يكمن في كميتها بقدر ما يكمن في مدى تأثيرها الفعلي في مساعدة المتعلم على النمو السليم دينياً وخلقياً وجسمياً وفكرياً واجتماعياً وسلوكياً ، وعلى المعنيين ببناء المناهج عند اتخاذهم القرارات الخاصة باختيار الخبرات المعرفية للمنهج عليهم أن يركزوا على أنواع المعارف التي تساعدهم فيما يلي .
1- معرفة ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات تجاه خالقهم أولاً ثم تجاه مجتمعهم ووطنهم .
2- اختيار أفضل الطرق لاكتشاف ميولهم واهتماماتهم وتنميتها .
3- التعرف على مشكلاتهم ومحاولة التغلب عليها .
أهداف المعرفة في المنهج المدرسي ما يلي :
1- الإثارة العقلية للمتعلم من حيث التأمل في كنه هذه المعرفة وما يترتب على ذلك من قدرة على التفكير والاستمرار في البحث والدرس وصولاً إلى كشف معارف أخرى.
2- تهيئة المتعلم للتكيف مع البيئة التي يعيش فيها ، حفاظاً على التوازن الشخصي ، والاستمرار في حياته بطريقة تلقائية .
3- تنمية القدرات الخاصة ، والمهارات الأساسية ، وأساليب التفاهم التي تمكن المتعلم من الإبداع والابتكار في المجال الذي يرى نفسه رائداً فيه ، ويمكن أن يسهم من خلاله في تنمية نفسه وتنمية مجتمعة .
4- نقل التراث الثقافي للمجتمع الذي يعيش فيه المتعلم وبعض من التراث الإنساني ليكون نقطة انطلاق لمعرفة جديدة .
5- الوقوف على القيم الفاضلة التي ارتضاها المجتمع وغرسها في نفوس الأفراد والتأكيد على أهميتها لحياة سعيدة.
والخلاصة من هذا الأساس :
أن المجتمع المسلم يجب أن يتخذ العلم وسيلة للحفاظ على فطرة الإنسان وهي العلم بالألوهية والوحدانية ، والاعتراف بالربوبية ، كما يتخذه وسيلة لإقدار أبنائه على المساهمة بإيجابية وفاعلية في عمارة الأرض وترقيتها وفق منهج الله سبحانه وتعالى .